مدرسة هـ المشتركة للاجئين رفح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شعراء فلسطين

اذهب الى الأسفل

شعراء فلسطين Empty شعراء فلسطين

مُساهمة  رسمي الملاحي الأربعاء فبراير 09, 2011 9:21 am

شعراء فلسطين Images-634e43e4d8[URL="http://uploadpics.a2a.cc"].[/URL][URL="http://www.a2a.cc"].[/URL]
هنا شعراء فلسطين
شعراء فلسطين A91f8319f0
الشاعر الراحل

راشد حسين


ولد في قرية مصمص في المثلث الشمالي سنة 1936 وتلقى تعليمه في حيفا والناصرة وأم الفحم ، قد بدأ يقرض الشعر في سن مبكرة وأصدر ديوانه الأول وهو في العشرين من عمره .

وانضم لنشطاء "حركة الأرض" محرراً لنشرتها السياسية ومن ناشطي الحركة الشيوعية في الداخل ، وقد تعرض للملاحقة والاضطهاد من قبل السلطات الإسرائيلية ، وفصل من عمله كمدرس بعد عام واحد فقط من تعيينه.

كما عمل محرراً لمجلات "الفجر" والمرصاد" و"المصوّر" قبل أن يغادر البلاد لأميركا عام 1966.

وعرف راشد كمؤسس لشعر المقاومة الفلسطيني الملتزم في الداخل ، وأصبح أحد رموزه لدى الجماهير التي حفظت قصائده وتغنت بها .

وكان الآلاف من أبناء شعبه من جهتي الخط الأخضر قد شاركوا في تشييع جثمانه في مسقط رأسه مصمص ، التي رفعت على مدخلها لافتات مهيبة تقول " الوطن يرحب بابنه العائد " و"راشد يرحب بضيوفه الكرام".

من اعماله :

من ديوان " قصائد فلسطينية " .

رسالة من المدينة

وأذكُرُ أنَّكِ كُنْـتِ طَرِيَّـة
وشاحاً على دَرْبِ رِيحٍ شقيةْ
تلمّيـن معطفَـكِ الفستقي
على كنـزِ قامَتِكِ الفستقيةْ
وقلتُ أنا : مرحباً .. فالتفتِّ
وأمطرتِ ثلجاً وناراً عَلَيَّـهْ
وكانتْ رموشُ النجومِ بعيداً
تُحاولُ جَرْحَ الغيـومِ العتيةْ
وكنتِ بِحَرْبَـةِ رِمْشٍ طَرِيٍّ
تُريدين جَرْحَ معاني التحيـةْ
وَسِرْتِ بَعِيدَاً ورأسكِ نَحْوِي
وفي النظراتِ معانٍ سخيـةْ
وشوقٌ بعينيـكِ أنْ ترجعي
كأشـواقِ لاجئةٍ يَافَوِيَّـةْ
* * *
وأعلمُ أن الهوى هبَّ صدفـة
كهبـة ريح على باب غرفـة
وأن الشبـاب بغير غـرام
كدارٍ من الماس من غير شرفة
فليتك تدرين معنـى الربيع
يُجَدِّل زهراً ليكرم صيفـه
ومعنـى أصابـع رمانـةٍ
ترفُّ على البرعم الطفل رفـة
ومعنـى السحاب يريق دماه
فيسقي الزهورَ ويصنع حتفـه
لأدركتِ معنى وقوفي الطويل
على باب دارك أول وقفـة
* * *
وخلفتُ ريفي الذي تكرهين
لأغرق نفسي بليل المدينـة
هناك وجدتُ وحولَ الشتاءِ
على صدرِها طينةً فوق طينةْ
وينهبُ مَنْ شـاءَ ألوانَـها
كنهبِ الخريفِ ستائرَ تينـةْ
تَعَرَّتْ كماسورةٍ من زُجَاجٍ
فألقيتُ فيها مُنَايَ الثمينـةْ
وكنتِ بِمعطفِكِ الفستقـيّ
تَسيرين عبرَ خيالي حزينـةْ
قِطاراً من العِطْرِ مَاضٍ يقولُ :
هبُونِـي مَحَطَّـةَ قلبٍ أمينةْ
فأسألُ قلبِي : ألستَ أمينـاً
فيهتف : داستْ عليَّ المدينـةْ
هنا في المدينةِ تَمْشِي النِّعَالُ
على كلماتِي .. على قِصَّتِـي
هنا الكلماتُ بغيرِ معـانٍ
توابيـتُ مَوْحُولَـةُ الجبهـةِ
وفي كلِّ زاويةٍ ألفُ حُـبّ
رَخِيصٍ كحاضريَ الْمَيِّـتِ
لِماذا جَنَيْتِ عَلَـيَّ لِماذا
رَمَيْتِ إلى وَحْلِهَا مُهْجَتِـي
سَئِمْتُ المدينةَ .. قَلْبِي يَموتُ
سآتِي إليـكِ .. إلى قَرْيَتِـي
أُعَلِّـقُ قلبِـي على لَـوْزَةٍ
فَوَانِيسُهَـا حُـرَّةُ الْمَنْبَـتِ
أنا عائدٌ هل تُرى تَذْكُرين
فتدرين ما السِّرُّ في عَوْدَتِـي
* * * * *
2-3-1959
- من ديوانه " قصائد فلسطينية " .
- ديوان راشد حسين - دار العودة – بيروت (1987) .

********************

( 1)
الشاعر الراحل

محمود درويش

محمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب . يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث و إدخال الرمزية فيه .
في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى .



بداية حياته :

محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1942 في قرية البروة ، وفي عام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا إلى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد شمال بلدة مجد كروم في الجليل لفترة قصيرة ، استقر بعدها في قريتة الجديدة شمال غرب قريته الام البروة .

تعليمه :

أكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف .
حياته :

انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاق اوسلو.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها :

جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

شعره :

يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية ، ومر شعره بعدة مراحل منها :

بعض مؤلفاته :

عصافير بلا اجنحة (شعر) - 1960.
اوراق الزيتون (شعر).
عاشق من فلسطين (شعر).
آخر الليل (شعر).
مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
يوميات جرح فلسطيني (شعر).
حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
محاولة رقم 7 (شعر).
احبك أو لا احبك (شعر).
مديح الظل العالي (شعر).
هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
لا تعتذر عما فعلت (شعر).
عرائس.
العصافير تموت في الجليل.
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
حصار لمدائح البحر (شعر).
شيء عن الوطن (شعر).
ذاكرة للنسيان
وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).
كزهر اللوز أو أبعد
في حضرة الغياب (نص) - 2006
لماذا تركت الحصان وحيدا

مختارات من قصائد الشاعر :

الآن في المنفى

الآن، في المنفى ... نعم في البيتِ،
في الستّينَ من عُمْرٍ سريعٍ
يُوقدون الشَّمعَ لك
فافرح، بأقصى ما استطعتَ من الهدوء،
لأنَّ موتاً طائشاً ضلَّ الطريق إليك
من فرط الزحام.... وأجّلك
قمرٌ فضوليٌّ على الأطلال,
يضحك كالغبي
فلا تصدِّق أنه يدنو لكي يستقبلك
هُوَ في وظيفته القديمة، مثل آذارَ
الجديدِ ... أعادَ للأشجار أسماءَ الحنينِ
وأهمَلكْ
فلتحتفلْ مع أصدقائكَ بانكسار الكأس.
في الستين لن تجِدَ الغَدَ الباقي
لتحملَهُ على كتِفِ النشيد ... ويحملكْ
قُلْ للحياةِ، كما يليقُ بشاعرٍ متمرِّس:
سيري ببطء كالإناث الواثقات بسحرهنَّ
وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةْ نداءُ ما خفيٌّ:
هَيْتَ لَكْ / ما أجملَكْ!
سيري ببطءٍ، يا حياةُ ، لكي أراك
بِكامل النُقصان حولي. كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ. وكُلَّما أدركتُ
سرَاً منك قُلتِ بقسوةٍ: ما أّجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصتني
وأنا حضرتُ ... لأُكملَكْ

---------------------------------------

كمقهى صغير هو الحبّ

كمقهى صغير على شارع الغرباء -
هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.
كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:
إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،
وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا...
أنا ههنا - يا غربيةُ - في الركم أجلس
[ما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيف
أناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالس
في انتظاركِ؟ ]
مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسي
نبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحمل
قبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآن.
تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلين.
أقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنت
أنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاً
آخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،
وكانت تقول: أنا ههنا في انتظارك.
[ما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟
وما اسمكَ؟ كيف أناديك حين
تَمُر أمامي]

------------------------------------------------------

لا أعرف الشخص الغريب

لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ...
رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم
أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
وأين عاش، وكيف مات [ فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
[ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر...
[ فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون ] ولم
أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟ [ لا برق
يلمع في اسمه ] والسائرون وراءه
عشرون شخصاً ما عداي [ أنا سواي]
وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،
فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون ...
وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي
لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
لأسبابٍ عديدةْ
من بينها: خطأ كبير في القصيدة

*********************
(3)
الشاعر

سميح القاسم


يعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين ، وقد ولد لعائلة درزية فلسطينية في مدينة الزرقاء الأردنية عام
1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس ، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ويتفرّغ لعمله الأدبي .

سجن القاسم أكثر من مرة كما وضع رهن الإقامة الجبرية بسبب أشعاره ومواقفه السياسية.

• شاعر مكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين ، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي .

• كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات ، ومن بين اهتماماته الحالية إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مؤلفاته :

1_ أعماله الشعرية:

مواكب الشمس
أغاني الدروب
دمي على كتفي
دخان البراكين
سقوط الأقنعة
ويكون أن يأتي طائر الرعد .
رحلة السراديب الموحشة
طلب انتساب للحزب /
ديوان سميح القاسم
قرآن الموت والياسمين
الموت الكبير
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم
ديوان الحماسة
أحبك كما يشتهي الموت .
الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب
جهات الروح
قرابين .
برسونا نون غراتا : شخص غير مرغوب فيه
لا أستأذن أحداً
سبحة للسجلات
أخذة الأميرة يبوس
الكتب السبعة
أرض مراوغة. حرير كاسد. لا بأس
سأخرج من صورتي ذات يوم

2-السربيات:
إرَم
إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل
مراثي سميح القاسم
إلهي إلهي لماذا قتلتني؟
ثالث أكسيد الكربون
الصحراء
خذلتني الصحارى
كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه

3-أعماله المسرحية:
قرقاش
المغتصبة ومسرحيّات أخرى

4- الحكايات:
إلى الجحيم أيها الليلك

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مقتطفات من اشعاره :

~ بوابه الدموع ~

أحبابنا.. خلف الحدود
ينتظرون في أسى و لهفة مجيئنا
أذرعهم مفتوحة لضمنا لِشَمِّنا
قلوبُهم مراجل الألم
تدقّ.. في تمزّق أصم
تحارُ في عيونهم.. ترجف في شفاههم
أسئلة عن موطن الجدود
غارقة في أدمع العذاب و الهوان و الندم
***
أحبابنا.. خلف الحدود
ينتظرون حبّةً من قمحهم
كيف حال بيتنا التريك
و كيف وجه الأرض.. هل يعرفنا إذا نعود ؟!
يا ويلنا..
حطامَ شعب لاجئ شريد
يا ويلنا.. من عيشة العبيد
فهل نعود ؟ هل نعود ؟!


~ أشد من الماء حزنا ~

أشدٌ من الماءً حزنا
تغربت في دهشةً الموتً عن هذه اليابسهٍ
أشدٌ من الماءً حزنا
وأعتي من الريحً توقا إلي لحظة ناعسهٍ
وحيدا. ومزدحما بالملايين،
خلف شبابيكها الدامسهٍ..
تغرٌبت منك. لتمكث في الأرضً.
أنت ستمكث
(لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض)
لكن ستمكث أنت،
ولا شيء في الأرضً، لاشيء فيها سواك،
وما ظلٌ من شظف الوقتً،
بعد انحسارً مواسمها البائسهٍ..

~ غرباء ~

و بكينا.. يوم غنّى الآخرون
و لجأنا للسماء
يوم أزرى بالسماء الآخرون
و لأنّا ضعفاء
و لأنّا غرباء
نحن نبكي و نصلي
يوم يلهو و يغنّي الآخرون
و حملنا.. جرحنا الدامي حملنا
و إلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
شرذماتٍ.. من يتامى
و طوينا في ضياعٍ قاتم..عاماً فعاما
و بقينا غرباء
و بكينا يوم غنى الآخرون

***************
(4)
الشاعر الراحل

توفيق زيّاد


توفيق زياد (1929-1994م)
- ولد توفيق أمين زيَّاد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929 م .
- تعلم في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة ، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر ، ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي .
- شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية في إسرائيل ، وناضل من أجل حقوق شعبه.
- شغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994) ، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة .
- رحل توفيق زياد نتيجة حادث طرق مروع وقع في الخامس من تموز من عام 1994 وهو في طريقه لاستقبال ياسر عرفات عائداً إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو .
- ترجم من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكم .
أعماله الشعرية :1

1- أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1966م ) .
2. أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة ، بيروت ، 1969م ) .
3. أغنيات الثورة والغضب ( بيروت ، 1969م ) .
4. أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
5. شيوعيون ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
6. كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر ، عكا ، 1970م ) .
7. عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد ، حيفا ، 1971م ) .
8. تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة ، بيروت ، 1972م ) .
9. سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
10. الأعمال الشعرية الكاملة ( دار العودة ، بيروت ، 1971م ) . يشمل ثلاثة دواوين :

- أشدّ على أياديكم .
- ادفنوا موتاكم وانهضوا .
- أغنيات الثورة والغضب .

11. الأعمال الشعرية الكاملة ( الأسوار، عكا، 1985م ) .

أعماله الأخرى :
1- عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة ، بيروت ، 1970م ) .
2. نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة ، الناصرة ، 1973م .
3. صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1974م ) .
4. حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية ، الناصرة ، 1975م ) .
_____________________________________________

إزرعوني

ازرعوني زنبقاً أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقاً من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وأنا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل
أيها الناس لكم روحي ،
لكم أغنيتي
ولكم دوماً أقاتل
فتعالوا وتعالوا
بالأيادي والمعاول
نهدم الظلم ونبني غدنا ..
حرّاً وعادل
أيها الأطفال ..
يا حبقاً أخضر ..
يا جوق عنادل
لكموُ صناّ جذور التين والزيتون
والصخر
لكم صُنّا المنازل
أيّها الناس الحزانى
أيّها الشعب المناضل
هذه الأعلام لن تسقط
ما دُمنا .. نغنّي ونقاتل

*****************

(5)
الشاعر الراحل

عبد الكريم الكرمي

ولد عبد الكريم الكرمي( ابوسلمى) في طولكرم عام ...1777;...1785;...1776;...1785;م ، وتوزعت مراحل دراسته بين مسقط رأسه وبين السلط في الأردن ودمشق في سورية ، وبعد أن أحرز شهادة البكالوريا السورية عام ...1777;...1785;...1778;...1782; قصد بيت المقدس وعين معلما في المدرسة (العمرية) والمدرسة الرشيدية. انخرط في صفوف النضال الوطني الفلسطيني في فلسطين والمنافي وتولى رئاسة الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
نال درع الثورة الفلسطينية وجائزة لوتس العالمية
توفي في الولايات المتحدة عام ....1777;...1785;...1784;...1776; له الدواوين والكتب التالية:

مؤلفاته:

1- المشرد، شعر 1935.
2- أغنيات بلادي، شعر.
3- الثورة، مسرحية.
4- أغاني الأطفال، شعر.
5- كفاح عرب فلسطين، دراسة.
7- الأعمال الكاملة، بيروت 1978.

توفي عام 1980

من اعماله :

أحببتك أكثر

كُلَّمَا حَارَبْتُ مِنْ أَجْلِكِ أَحْبَبْتُكِ أَكْثَرْ

أَيُّ تُرْبٍ غَيْرَ هَذَا ...1649;لتُّرْبِ مِنْ مِسْكٍ وَعَنْبَرْ

أَيُّ أُفْقٍ غَيْرَ هَذَا ...1649;لأُفْقِ فِي ...1649;لدُّنْيَا مُعَطَّرْ

كُلَّمَا دَافَعْتُ عَنْ أَرْضِكِ عُودُ ...1649;لعُمْرِ يَخْضَرْ

وَجَنَاحِي يَا فِلَسْطِينُ عَلَى ...1649;لقِمَّةِ يُنْشَرْ

يَا فِلَسْطِينِيَّةَ ...1649;لإسْمِ ...1649;لذِي يُوحِي وَيَسْحَرْ

تَشْهَدُ ...1649;لسُّمْرَةُ فِي خَدَّيْكِ أَنَّ ...1649;لحُسْنَ أَسْمَرْ

لَمْ أَزَلْ أَقْرَأُ فِي عَيْنَيْكِ أُنْشُودَةَ عَبْقَرْ

وَعَلَى شَطَّيْهِمَا أَمْوَاجُ عَكَّا تَتَكَسَّـرْ

مِنْ بَقَايَا دَمْعِنَا هَلْ شَجَرُ ...1649;للَيْمُونِ أَزْهَرْ

وَالحَوَاكِيرُ بَكَتْ مِنْ بَعْدِنَا وَ...1649;لرَّوْضُ أَقْفَرْ

وَكُرُومُ ...1649;لعِنَبِ الخَمْرِيِّ شَقَّتْ أَلْفَ مِئْزَرْ

لَمْ تَعُدْ تَعْتَنِقُ ...1649;لسَّفْحَ عَصَافِيرُ ...1649;لصَّنَوْبَرْ

وَنُجُومُ ...1649;للَيْلَ مَا عَادَتْ عَلَى ...1649;لكَرْمِلِ تَسْهَرْ

*************
(6)
االشاعــرة

فدوى طوقان

حياتها :

ولدت الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان في مدينة نابلس سنة 1917 لعائلة عريقة غنية ومحافظة جداً ، وفيها تلقت تعليمها الابتدائي ولم تكمل مرحلة التعليم التي بدأتها في مدارس المدينة ، فقد أخرجت من المدرسة لأسباب اجتماعية قاسية ، جعلتها تتلقى أول ضربة في حياتها عندما ألقى القدر في طريقها بشاب صغير رماها بوردة فل تعبيراً عن إعجابه بها ، وقد وصفت فدوى تلك الحادثة: "كان هناك من يراقب المتابعة ، فوشى بالأمر لأخي يوسف ، ودخل يوسف علي كزوبعة هائجة (قولي الصدق)... وقلت الصدق لأنجو من اللغة الوحيدة التي كان يخاطب بها الآخرين ، العنف والضرب بقبضتين حديديتين ، وكان يتمتع بقوة بدنية كبيرة لفرط ممارسته رياضة حمل الأثقال.
أصدر حكمَه القاضي بالإقامة الجبرية في البيت حتى يوم مماتي كما هدد بالقتل إذا ما تخطيت عتبة المنزل ، وخرج من الدار لتأديب الغلام .


آثارها الشعرية :

صدرت للشاعرة المجموعات الشعرية التالية تباعاً :
ديوان وحدي مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة 1952م.
وجدتها، دار الآداب، بيروت، 1957م .
أعطنا حباً، دار الآداب، بيروت, 1960م .
أمام الباب المغلق، دار الآداب، بيروت ، 1967م .
الليل والفرسان، دار الآداب، بيروت، 1969م .
على قمة الدنيا وحيداً، دار الآداب، بيروت، 1973.
تموز والشيء الآخر، دار الشروق، عمان، 1989م .
اللحن الأخير، دار الشروق، عمان، 2000م .
وقد ترجمت منتخبات من شعرها إلى اللغات: الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والفارسية والعبرية.

آثارها النثرية :

أخي إبراهيم ، المكتبة العصرية ، يافا، 1946م
رحلة صعبة- رحلة جبلية (سيرة ذاتية) دار الشروق، 1985م. وترجم إلى الانجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية.
الرحلة الأصعب (سيرة ذاتية) دار الشروق ، عمان ، (1993) ترجم إلى الفرنسية.

الأوسمة والجوائز:

جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو إيطاليا 1978م .
جائزة عرار السنوية للشعر، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1983.
جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989م .
وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990.
جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، ساليرنو- ايطاليا .
جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة - إيطاليا 1992.
جائزة البابطين للإبداع الشعري، الكويت 1994م .
وسام الاستحقاق الثقافي، تونس، 1996م .
جائزة كفافس للشعر، 1996.
جائزة الآداب، منظمة التحرير الفلسطينية، 1997م .

فدوى طوقان في سيرتها الذاتية ، ناديا عودة ، جامعة بون ألمانيا .

سيرة فدوى طوقان وأهميتها في دراسة أشعارها ، رمضان عطا محمد شيخ عمر، جامعة النجاح الوطنية نابلس.
هذا عدا أبحاثٍ ودراساتٍ كثيرةٍ نشرت في الكتب والمجلات والدوريات العربية والأجنبية. وثمة دراسات علمية أخرى صدرت مؤخرا ولم يتسن الاطلاع عليها.

قالوا عن فدوى طوقان :

" فدوى طوقان من أبرز شعراء جيلها ، وما من شك في أن ما أسهمت به في دواوينها يعد جزءاً هاماً من التراث الشعري الحديث ".

من تقرير لجنة تحكيم جائزة البابطين للإبداع الشعري ، 1994م.

- تميزت فدوى طوقان بروح إبداعية واضحة ، وضعت شعرها في مقدمة الشعر النسائي الفلسطيني إن لم يكن في مقدمة الشعر النسائي العربي شاكر النابلسي من مقدمة كتابه " فدوى طوقان تشتبك مع الشعر"
"
- فدوى طوقان شاعرة عربية بديعة الأنغام ، والتصاوير، والموسيقى ، صاحبة موهبة فنية رفيعة بين شعراء وشاعرات الوطن العربي المعاصرين" د. عبد المنعم خفاجي، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان .

- كان شعرها صوراً حية لتطور الحياة الشعرية بعد النكبة، ومن يمض في قراءته ، ويتدرج معه من حيث الزمان، يجد صورة وجدانية لحياة المجتمع الفلسطيني وتطورها بفعل تطور الأحداث المشتملة عليه". د. عبد الرحمن ياغي ، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان .

- كانت قضية فلسطين تصبغ جانباً هاماً من شعر فدوى بلون أحمر قان، وكان شعر المقاومة عندها عنصراً أساسياً وملمحاً رئيسياً لا يكتمل وجهها الشعري بدونه". من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان .

- منذ أيام الراحل العظيم طه حسين لم تبلغ سيرة ذاتية ما بلغته سيرة فدوى طوقان من جرأة في الطرح وأصالة في التعبير وإشراق في العبارة ...الشاعر سميح القاسم .

من أعمالها :

مع مروج

هذي فتاتك يا مروج ، فهل عرفت صدى خطاها
عادت اليك مع الربيع الحلو يا مثوى صباها
عادت اليك ولا رفيق على الدروب سوى رؤاها
كالأمس ، كالغد ، ثرة الأشواق . . مشبوبا هواها
هي يا مروج السفح مثلك ، إنها بنت الجبال
درجت على سفح الخضير ، على المنابع والظلال
روحا تفتح للطبيعة ، للطلاقة ، للجمال !
روحا شفيفاً رققته لطاقة الجو النضير
روحا رهيف الحس ، متقد العواطف والشعور
يهوى الجمال ، يعب لا يروى ، من الفيض الكبير
قد جئت ، ها انا ، فافتحي القلب الرحيب وعانقيني
قد جئت أسند ههنا رأسي الى الصدر الحنون
فهنا بحضنك أستريح ، أغيب ، أغرف في حنيني
وهنا ، هنا في جوُك المسحور ، جو الشاعريَة
كم رحت أستوحي الصفاء رؤى خيالاتي النقيَة
فتضمَني في نعمة الإلهام أجنحة خفيَة
كم رحت أرقب في انجذابي طلعة القمر الرهيف
متوحَداً ، تلقي الغيوم عليه هفهاف السجوفِ
أحلامه الفضية انتشرت على الأفق الشفيف
بيضاً ، كأحلامي ، نقيَاتٍ مجنحة الطيوف
كم رفَ قلبي يا مروج لكوكب الراعي الخفوقِ
سبق النجوم الى الطلوع وراح في الأفق السحيق
يصغي ، كما تصغين أنت معي ، الى الصمت العميق
ونذوب مندمجين ، متحدين بالكون الطليق !
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.

********************

(7)
الشاعــر

معين بسيسو

ولد معين بسيسو في مدينة غزة بفلسطين عام 1926 ، أنهى علومه الابتدائيةوالثانوية في كلية غزة عام 1948 .
بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشرفيها أول قصائده عام 1946 ، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية في القاهرة ، وتخرجعام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة و المسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى .
انخرط في العمل الوطني والديمقراطي مبكرا ، وعمل في الصحافة والتدريس .
وفي 27 كانون الثاني ( يناير ) 1952 نشر ديوانه الأول ( المعركة ) .
سجن في المعتقلات المصرية بينفترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963 .
أغنى المكتبةالشعرية الفلسطينية والعربية بأعماله التالية :

أعماله الشعرية :

* المسافر (1952م).
المعركة (دار الفن الحديث، القاهرة، 1952م).
الأردن على الصليب (دار الفكر العربي، القاهرة، 1958م).
قصائد مصريّة / بالاشتراك (دار الآداب، بيروت، 1960م).
فلسطين في القلب (دار الآداب، بيروت، 1960م).
مارد من السنابل (دار الكاتب العربي ، القاهرة، 1967م).
الأشجار تموت واقفة / شعر (دار الآداب، بيروت، 1964م).
كرّاسة فلسطين (دار العودة، بيروت، 1966م).
قصائد على زجاج النوافذ (1970م).
* جئت لأدعوك باسمك (وزارة الإعلام، بغداد، 1971م
الآن خذي جسدي كيساً من رمل (فلسطين، بيروت، 1976م).
القصيدة / قصيدة طويلة (دار ابن رشد، تونس، 1983م).
الأعمال الشعرية الكاملة / مجلد واحد (دار العودة، بيروت، 1979م).
آخر القراصنة من العصافير.
* حينما تُمطر الأحجار.

أعماله المسرحية :

* مأساة جيفارا (دار الهلال، القاهرة، 1969م).
ثورة الزنج (1970م).
شمشون ودليلة (1970م) .
- ثورة الزنج .
- الصخرة .
- العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع .
- محاكمة كتاب كليلة ودمنة .

أعماله النثرية :

* ماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة (القاهرة، 1970م) .
باجس أبو عطوان / قصة (فلسطين الثورة، بيروت، 1974م) .
دفاعاً عن البطل (دار العودة، بيروت، 1975م) .
البلدوزر / مقالات (مؤسسة الدراسات، 1975م) .
دفاتر فلسطينية / مذكرات (بيروت، 1978م) .
كتاب الأرض / رحلات (دار العودة، بيروت، 1979م) .
أدب القفز بالمظلات (القاهرة، 1982م) .
الاتحاد السوفيتي لي (موسكو، 1983م) .
* يوماً خلف متاريس بيروت (بيروت، 1985).
عودة الطائر / قصة .
وطن في القلب / شعر مترجم إلى الروسية - مختارات موسكو .
* يوميات غزة (القاهرة ) .

و شارك في تحرير جريدة المعركة التي كانت تصدر في بيروت زمن الحصار مع مجموعة كبيرة من الشعراء و الكتاب العرب .
ترجم أدبه إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية ، ولغات الجمهوريات السوفيتية أذربيجان ، أوزباكستان و الإيطالية و الإسبانية و اليابانية و الفيتنامية و الفارسية .
----------------------------------------------------------------------------

المعركة

أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
وانظر إلى شفتي أطبقتا على هوج الرياح
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح
واقرع طبولك يستجب لك كل شعبك للقتال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد الموت زال
ولتحملوا البركان تقذفه لنا حمر الجبال
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحياة
للثورة الكبرى على الغيلان أعداء الحياة
فإذا سقطنا يا رفيقي في حجيم المعركة
فإذا سقطنا يا رفيقي في حجيم المعركة
فانظر تجد علما يرفرف فوق نار المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركة
ما زال يحمله رفاقك يا رفيقالمعركة

**********************
(Cool
الشاعــر

أحمد دحبور

ولد أحمد خضر دحبور في "حيفا" بالشمال الفلسطيني ، وبعد نكبة عام 1948م اضطر أهله للهجرة إلى لبنان ومنها إلى سورية، نشأ ودرس في مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة "حمص". انضم إلى إحدى حركات النضال الوطني الفلسطيني وكرّس شعره لقضية الوطن المغتصب. عمل مديراً لتحرير مجلة "لوتس" حتى عام 1988م ومديراً عاماً لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطيني وعضو في اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين. استقر في تونس منذ عام 1983م .
يكتب الشعر الحر، ويتراوح أحياناً بين الشعر والنثر محاولاً توليد أوزان خاصة في القصيدة الواحدة، ويغلب على شعره الحس التجريبي الذي يؤدي به إلى الغموض، كما يميل إلى الاسترسال في البث مما جعل أكثر قصائده تغرق في الطّول غير المبرّر فنياً وموضوعيا ً.
أعماله:
1-الضواري وعيون الأطفال / شعر (مطبعة الأندلس، حمص، 1964م) .
2-حكاية الولد الفلسطيني (دار العودة، بيروت، 1971م) .
3-طائر الوحدات / شعر (دار الآداب، بيروت، 1973م) .
4-بغير هذا جئت / شعر (اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، 1977م) .
5-اختلاط الليل والنهار / شعر (دار العودة، بيروت، 1979م) .
6-واحد وعشرون بحراً / شعر (دار العودة، بيروت، 1980م) .
7-شهادة بالأصابع الخمس / شعر (1982م) .
8-كسور عشرية / شعر (1992م) .
9-ديوان أحمد دحبور / تتضمن مجموعاته الشعرية السبع الأولى (دار العودة، بيروت، 1983م) .

-----------------------------------------------------------------
من اعماله :

رهين الجثتين
مرأة أم صاعقة ؟
دخلت، في، من العينين،
واستولت على النبع،
ولم تترك لدمعي قطرتين
- أنت لن تجترحي معجزة،
حتى ولو أيقظت شمسا تحت هدبي
غير أني منذ أن أصبحت نهرا،
دارت الدنيا على قلبي،
وأنهيت إلى نبعي مصبي
فاستحمي بمياهي مرتين
نحلة أم عاشقة
دخلتني من طنين مزمن في الأذنين
تركت روحي رمالا
وأعارتني نخيلا وجمالا
وحلمنا أننا نحلم بالماء فيزرق التراب
- لن تميتيني كما شاء الأسى،
أو تنشريني في كتاب
غير أني منذ أن أضحيت صحراء،
نزعت الشمس عني
وجعلت الماء، في الرمل، يغني
فاغرفي مني سرابا باليدين
هل دمي صاعقة أم عاشقة؟
أم هي النار التي توغرها حرب اثنتين؟
هكذا أمسيت،
لا في الحرب،
لكن في حرب،
وانتهاكات،
ونار عالقة
من يدي يسقط فنجاني على ثوب صديقي
هو ذا يسمع من صوتي اعتذاراتي،
ولم يسمع طبول الحرب في رأسي،
ولم يبصر حريقي
بعد، لن أضحك أو أعبس،
حتى تشهد الحرب التي في جسدي -
واحدة من طعنتين
فأواري صاعقة ميتة فوق رمال العاشقة
أو أجاري جسدي الهارب -
من موت إلى موت..
وأين؟
ربما يندفع النبع إلى وجهي،
وقد تنتشر الصحراء في رأسي،
وقد يختلط الأمر على طول الطريق
إنني أصغي إلى الداخل،
أنشد إلى الحرب التي تمتد،
- من قلبي إلى صدغي -
فهل حرب ولا موت؟
أم الحي الذي يعلن هذا..
في مكان منه يخفي جثتين؟
------------------------------------------
(9)
الشاعــر

المتوكل طــــه

السيرة الذاتية::

- المتوكل طه ، من مواليد مدينة قلقيلية - فلسطين ، العام 1958، ( دكتوراة في الآداب) .
- اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي غير مرّة.
- انتخب رئيساً لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين من 1987 - 1995.
- انتخب رئيساً للهيئة العامة لمجلس التعليم العالي الفلسطيني من 1994 - 1992.
- شغل منصب وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية من 1994 - 1998 .
- أسّس "بيت الشعر" في فلسطين العام 1998، مع عدد من المبدعين الفلسطينيين .
- انتخب أميناً عاماً للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين العام 2005 .
- رئيس منظمة "شعراء بلا حدود" في فلسطين .
- يشغل منصب وكيل وزارة الإعلام 2006.
- شارك في مئات المؤتمرات والمهرجانات ، ونشر الكثير من أعماله في الداخل والخارج ، وترجم عدد من أعماله إلى عدّة لغات.

* صدر له ( في الشعر ) :

- مواسم الموت والحياة .
- زمن الصعود .
- فضاء الأغنيات .
- رغوة السؤال .
- ريح النار المقبلة .
- أو كما قال (مختارات) .
- قبور الماء.
- حليب أسود (عن هارون الرشيد والبرامكة).
- نقوش على جدارية محمود درويش .
- الخروج إلى الحمراء (عن أبي عبد الله الصغير وتسليم غرناطة) .

* (وقد صدرت الأعمال الشعرية المذكورة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2003).
- الرمح على حاله - مركز اوغاريت للنشر والترجمة - 2004.
- أحلام ابن النبي - صدر عن مكتب المؤسسات الوطنية - كانون ثاني 2006 .
- "قال الفتى لبنان"، صدر عن دارالرعاة-رام الله 2007
وهو الديوان الشعري الثالث عشر للشاعر الفلسطيني المتوكل طه، صدر حديثاً بعنوان " قال الفتى: لبنان"، وهو ديوان مكرّسٌ للفتيان، ضم ست قصائد توزعت بين الشكل العمودي والتفعيلة والنثر، وجاء الكتاب الذي انشغلَ بتلك الحرب السوداء التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، وتغنّى بالمقاومة، في مئة وعشر صفحات من القطع المتوسط ، وضم الديوان أكثر من خمسين لوحة فنية رسمها الفنان التشكيلي الفلسطيني جواد إبراهيم، أُعتُبِرَت نصاً فنيا مُكملا ومتماهياً لمعاني ومضمون الديوان

* وفي الدراسات صدر له :


- بعد عقدين .. وجيل (الثقافة الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة بعد عشرين عاماً من الاحتلال) بالاشتراك .
- دراسات في الأدب واللغة (الإنسان، الشعر، المسرح، اللغة) .
- الثقافة والانتفاضة ( بعد ألف يوم من الانتفاضة، أثر الانتفاضة في الثقافة وأثر الثقافة في الانتفاضة) بالاشتراك.
- إبراهيم طوقان (دراسة في شعره) .
- الكنوز ( ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان)، وصدرت الطبعة الثالثة منه بعنوان "من أوراق الشاعر".
- هذا ما لزم، رسائل إبراهيم طوقان إلى فدوى طوقان .
- دراسة في قصيدة "الثلاثاء الحمراء"، البحث عن شاعر آخر.

* (وقد صدرت الكتب الأربعة الأخيرة من هذه الدراسات في مجلد واحد بعنوان "حدائق إبراهيم طوقان" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2004) .
- قراءة المحذوف (قصائد لم تنشرها فدوى طوقان) العام 2004.
- مقدمات حول الشعر الفلسطسني الحديث والثقافة الوطنية – صدر عن دار البيرق العربي برام الله – 2004.
- صورة الآخر في الشعر الفلسطيني – صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية"، رام الله – 2005.
- وهم الوصول - صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات والنشر والإعلام، رام الله - 2007.

* وفي النصوص (الأعمال النثرية) صدر له :

- رمل الأفعى (سيرة كتسيعوت، معتقل أنصار 3).
- عباءة الورد (نصوص الانتفاضة والشهداء) .
- طهارة الصمت (عن الكتابة وهموم الثقافة) .
- الانتفاضة، مرايا الدم والزلزال - (شهادة - عامان على انتفاضة الأقصى).
* (وقد صدرت الأعمال النثرية المذكورة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2003) .
- عرش الليمون – قلقيلية في أدب المتوكل طه – صدر عن دار الماجد برام الله العام 2004.
- وقد تناولت العديد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية أشعار وكتابات المتوكل طه في غير دراسة ومؤتمر.

* بعض الصور لشاعرنا:




طقوس ولادة القصيدة

لدى الشاعر الكبير

المتوكل طه

"1" ما بين الكتابة وطقوسها وشائج قوية ، أو قل ، إن الكتابة وطقوسها مترابطان بشكل يستدعي كل منهما إذا حضر الآخر، وكأن الكتابة بهذا المعنى لا تتكامل إلا مع خارجها ، ولم لا، فالكتابة على ذاتيتها هي استحضار "الآخر"، أو استدراج الخارج عن طريق إخراج الداخل .
والمسألة ليست مسألة ترف ، أو عادات برجوازية ، أو حتى نوعاً من الاستعراض، الطقوس المختلفة من أجواء وألوان وروائح وملابس وأصوات تركز "الحالة" وتدفع بها إلى أقاصيها وذراها ، والطقوس أيضا محفزّات بالمعنى السيكولوجي للكلمة ، وهي مجموع " الأنا " المتعدد والمتشكل والمنضبط ما بين غرائزية معتمة تنفلت ومثالية تتشوق إلى الذوبان .
والطقس مثل القصيدة ، باعتباري نقطة التقاطع بينهما ، وبميلاد القصيدة يتولد "متجه" آخر هو نتيجة أو محصلة القوى الحاضرة والضاغطة .
وقصيدتي تلد في طقوس أحرص عليها كل الحرص ، وأتقصدها كل التقصد ، وأعمد إليها كلما انتابتني تلك "الحالة" التي أعرفها، فأكاد أطلب من مكاني أكثر من النظافة والترتيب ، وأطلب الصمت العميق ، العميق ، وأتهيأ "لها" باللباس اللائق والطهارة بمعناها الجسدي الحرفي .
وبهذا المعنى، فإنني فعلاً أتصرف وكأنني على موعد مع ضيف عزيز، أو كأنني لا أرغب في أن أستحضر الشعر إلا بلياقتي ، وكأنني لا أرغب في أن يحضر الشعر وأنا غير مستعد له أو بغير ما أحب أن يلقاني ، مع العلاقة بين ميلاد القصيدة وكل هذه الترتيبات التي تكاد تقترب من الغريزة الطبيعية أو بالأحرى المكتسبة .
هل لأن هناك إرثاً طويلاً وعريضاً عن "إلهامية الشعر" أو "ألوهيته" ؟
هل لأن الشعر كلام خاص يقوله أناس خاصون ؟!
هل كان ذلك لما للشعر من قدرة على نقل أو جر الشاعر من حالة عادية إلى أخرى غير عادية ؟!
لا أدري بالضبط ، كل ما أدريه أن قصيدتي تحب أن تلد في جو مختلف ، يرفعها من مجرد استقبالها في المطبخ أو الفناء الخارجي ، وأنها ترغب برائحة خاصة ومكان خاص

"2" كيف تبدأ القصيدة ؟
أقف الآن مستجمعاً كل ذرة من تركيزي الذهني لأتابع ملايين أو بلايين المرات التي طاف شيطان الشعر حولي أو رفرف في مخيلتي .
وشيطان الشعر هذا قد يكون كلمة عابرة قالها بائع خضراوات أو سائق سيارة ، وقد يكون وجهاً جميلاً لامرأة تدخل عامها الثمانين ، وقد يكون صوتاً عميقاً أو دافئاً أو مجلجلاً ، وقد يكون لحناً يأخذ بمجامع الجسد ليرميه في أتون من جنون الحركة أو الحرية ، وقد يكون رائحة لطيفة تمر على الجسد والروح فتوقظهما ، وقد يكون شعوراً قوياً دافقاً يجعل الدموع تطفر من العينين ، وقد يكون كل مؤثر له قدرة على تحريك شيء ما في داخلنا .
شيطان الشعر هذا خفيف ، ناعم ، هوائي ، إنه يشبه رماداً ناعماً جافا ً، يتحرك لأبسط وأقّل من نفحةٍ لطفلٍ في الثانية من عمره .
وهكذا ، فإن ميلاد القصيدة يبدأ غامضاً ، وبعيداً ، ومبهماً ، غير محدد المعالم ولا واضح القسمات ، تبدأ القصيدة بكلمة أو رائحة أو إيقاع ، أو حتى مجرد رغبة طاغية بالقول أو التعبير -أعتقد أن هناك في قلب كل فنان رغبة صاعقة بالتعبير تعكس ميله القوي للمشاركة - .
الإبهام الأولي هذ ا، يتجمع ويحتشد ، ويتركز ويتحدد بالمثيرات من جهة والحفر تحته من جهة أخرى ، وذلك بتذكره ، واستثارته، وعرضه واستعراضه في لحظات كثيرة في اليوم الواحد ، وادّعي أن هذه الفكرة المبهمة تدهمني في لحظات السهو أو لحظات التأمل أو -وهذا من العجيب - في لحظات جيشان الشعور غضباً أو فرحاً .
وبتكثف العمليات المحيطة بهذا الإبهام، يتحدد الاتجاه، اتجاه الشعور على الأقل، تصبح الفكرة - على عدم وضوحها– أكثر صلابة، إذ تتجمع أفكار أخرى مشابهة ، تتجاذب فيما بينها بالتشابه أو التناقض ، أو تتناسل الفكرة الأولى عدداً من الأفكار الجزئية المرتبطة بها إسناداً أو نقضاً، ربما كان من غير العلمي أن أسمي هذه الآليات اسم فكرة، بالمعنى الحقيقي ، فمن الواجب، وتحرياً للدقة ، فإن هذه " المشاعر" تبحث عن " أفكارها " وليس العكس، فالمشاعر الغامضة تحب أن تتسمّى.
وبتسمية المشاعر، فإنها تتوزع بطريقة اقرب إلى المنطق، بمعنى الترتيب، التقديم والتأخير، الأولى فالأولى، الأهم فالمهم فالأقل أهمية، ولكن هذا لا يريح أيضاً ، إذ لا بد من المراجعة ، والمقارنة ، والمقايسة ، والاستحضار، والمقابسة .
وهذه عمليات واضحة، فالقصيدة -عملياً – ليست بنت واقعها فقط ، إنها نتاج طويل من الخبرة الشخصية والجماعية، الفردية والجمعية، "الأنوية" و"الأخروية"، القصيدة فيها "الآخر" حاضراً، شئت هذا أم أبيت .
وفي حالة بقاء "الدافع" قوياً ومسيطراً ، وفي حالة أن تم الرضى بين هذا "الدافع" من جهة، وباقي الإحالات من جهة أخرى، فإن القصيدة تكون مهيأة وناضجة .
وحتى تكتب القصيدة ، فإن "حالة" ما يجب أن تتوفر حقاً لكتابتها ، وهنا، نحن لا نتكلم عن شيء لا يمكن لمسه أو الإحساس به، "فالحالة" هذه تشبه الكآبة إن لم تكن هي، وتشبه الحزن في حالات هدوئه إن لم يكن هو. "حالة" الشعر حالة خاصة، ليست غضباً ولا فرحاً، ولكنها جيشان شديد ، قابض ، موتّر، منطوٍ ومتجهٌ إلى الداخل . وهكذا أدخل إلى كتابة الشعر تحت تأثير عجيب من هذا الانعزال والانطواء الشبيه بطغيان الكآبة أو حديد الحزن .
ولكن، هل كنت دقيقاً في الكلام عن القصيدة وميلادها بكل هذا الوضوح وهذه النصاعة ؟ هل حقاً تتولد القصيدة ضمن هذه الترتيبات التي تبدو مرتبة ومنطقية إلى أبعد حد؟
وهل يمكن إضاءة العتمات السحيقة التي تختمر فيها القصيدة ؟!
الحقيقة، أو للحقيقة، فإنني أبدو مبالغاً في الكلام بهذه الدقة ، إذ إن القصيدة في بعض الأحيان تنفجر انفجاراً ، كسدٍّ فاض فجأة بما يحجز خلفه، وأقول تنفجر، لأنها الكلمة الأكثر مناسبة في هذا المجال ، إذ تنبجس القصيدة مثل نبع مرة واحدة، مختارة شكلها ولغتها وإيقاعها دون تمهيد أو تهيئة أو اختمار .
وأكثر من هذا، فإن ما كان مبهماً منذ البداية، واتضح مع الوقت، يلد مختلفاً تماماً عما كان في البداية، أي أن كل "العمليات الواعية" تتحول إلى نتائج أخرى لحظة الولادة -وهذا من أعاجيب الشعر-، فما نرتبه للقول بوعينا، يلد غير ما أردنا في لا وعينا، وهذا يحدث كثيراً.. وكثيراً جداً.
وكما يبدو، فإن المسافة التي تفصل القصيدة بين مشروعها الأولي ولحظة ميلادها مسافة خطرة جداً تتحدد فيها الاتجاهات النهائية والأشكال النهائية، هذه المسافة الأخيرة التي تحول القصيدة من مشاعر ورغبات إلى كلمات على الورق مسافة تجري فيها عمليات لا يمكن رصدها أبداً، ولا يمكن التحكم فيها، ولا يمكن أيضا معرفة ما الذي يحصل حتى تنقلب الأمور رأساً على عقب .. هل هذه المسافة هي التي قال عنها الفرنسي فوكو "هي ما لا نعرف عن الشعر" .

"3" هناك عمليات واعية في الشعر، وهناك حالات فيزيائية ملازمة لقول الشعر أو اجتراحه، إذ يمكن ملاحظة الكآبة أو الحزن أو الجيشان الشديد والتركيز العالي للمشاعر على صورة توتر الجلد وخفة الجسد وتنبهه، ويمكن أيضاً بالطريقة ذاتها ملاحظة العمليات الأخرى المرافقة التي تتحكم في شكل التعبير ووزنه وكتلته وحجمه واختياره .
إن العمليات الواعية لقول الشعر تظهر واضحة أيضاً في كثير من تضاعيف النص وأجوائه، ومن هنا، فرق العرب بين نوعين من الشعر: المطبوع، والمصنوع، في إشارة إلى من "يكتب الشعر" أو "يكتبه الشعر" .
وأدعي هنا بحق أنني أنتبه إلى هذه النقطة تماماً، بمعنى أن القصيدة التي أشعر أن "غيري" كتبها هي قصيدتي بحق، في حين أن القصيدة التي أحس أنني كتبتها أنفر منها وأحاول أن أخفيها .. والشاعر يدرك ذلك بحدسه قبل ناقديه أو قارئيه، وحتى لو حازت القصيدة المصنوعة على إعجاب الناس، هناك بوصلة أخرى في نفس الشاعر .. بوصلة تعرف وتشير إلى الحقيقي فقط .

"4" جزء آخر من العلاقة الواعية بالشعر هي الاحتشاد له عن طريق القراءة والاطلاع .
القصيدة، وكما أسلفت، هي عمل فردي حقاً ولكنه يتضمن كل ما فعله "الآخر" بي .. وكل ما تركه لي .. القصيدة تنفتح على التاريخ من جهة والعالم الموضوعي من جهة أخرى.. القصيدة محصلة قوى روحية ونفسية وتاريخية، وبهذا، فإن الاطلاع المعرفي يشكل لي دعامة حقيقية وركيزة قوية لقول الشعر ..
القراءة حث واستثارة ونقاش صامت مع الآخر، ومنها وفيها، تتحرك القصيدة باحثة عن نقيضها. وأعتقد أن القراءة هنا -وبهذا المعنى- تمنح القدرة على الامتداد والانتقال والحوار والمعرفة والتأمل والنقض والتعزيز والحذف والإضافة والاستقراء.. والكلمة المقروءة خير وسيلة للانتقال من المحسوس إلى المجرد على عكس الصورة تماماً التي تورطنا بالمحسوس فقط .. والشعر لا يكتفي بالمحسوس، وفي معظم الأحيان لا يكتفي به فقط وإنما ينقضه، ويخلق محسوسات أخرى بعلاقات أخرى .

"5" ومن كلامنا السابق، فإن الشعر بهذا المعنى يوضحني، بمعنى أنه يؤطر رغباتي، ويسميها، ويصلّب مشاعري بإعطائها ما تستحق من كلام، وتجعل مني موسيقى وايقاعاً يناسب ما ثار في نفسي .. هل هذه هي "راحة الشعر"؟! الشعر هنا يوضح تأملاتي، يجلي ما استعصى عليّ من الشعور، ويظهر ما دق وخفي من ذلك الألم الضاغط في الصدر .. الشعر يفتح لي فضاءات ناعمة ورخية "للقول" الحر السلس دون اعتبار للبروتوكول أو القواعد أو المحاذير..
الشعر يوضحني لأن قيوده مختلفة وقوانينه قوانين أخرى، ويسمح لي -وربما هذا هو الأهم- أن أقول أشيائي كما أريد، وكأن الكلام العادي لا يكفي -وهو لا يكفي حقاً- وكأن كل القول الذي قيل لا يؤدي نفس المعنى الذي أريد، ولهذا "اخلق" كلامي تماماً، على قدر شعوري، وعلى حجم تأملاتي .

"6" ولأن الشعر "حالة"، يجب استغلالها جيداً وإلا ضاعت. حالة الشعر التي وصفناها - فيزيائياً وروحياً - تفرض علي بالذات أن أستغل كل دقيقة فيها، ولهذا عندما أكتب، فإن الورق يجب أن يكون أبيض، أبيض ناصعاً، يشبه الغرفة النظيفة المرتبة، ويشبه المكتب المرتب، ويشبه ثيابي اللائقة، ويشبه الصمت الذي يلف المكان، في قلب الليل .
وتبدأ القصيدة، وإذا حالفني الحظ، وكتبت الجملة الأولى، فإن القصيدة لا بد مكتوبة، لا أنتظر ولا أتوانى أو أتباطأ، وإذا فشلت في الجملة الاولى، توقفت تماماً.. وكأن كل شيء يتبخر.. ويجف.. وعندها لا أجبر نفسي أو روحي على شيء.. إنني أنصاع تماماً لهذه الحالة، ولا أعاندها ولا أتعمدها ولا أستولدها .
حتى أثناء الكتابة، تعاندني فكرة ما، تغلبني اللغ

رسمي الملاحي

المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 25/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى